الخميس 29 ذو الحجة 1443

11-صفتا الخلق والقدرة

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الدرس الحادي عشر : الخلق والقدرة
أولا : صفة الخلق
   من الصفات التي يجب إثباتها لله تعالى صفة الخلق، وهي صفة فعلية متعدّية متعلّقة بمخلوقاته، فالله تعالى خالق كلّ شيء بما في ذلك أعمال العباد، وبما في ذلك الأشياء المعنوية كالموت والحياة، قال تعالى: ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (الملك:2)، وهو موجد الأشياء من العدم ومصوّرها، قال سبحانه: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) (الحشر:24)، وهو يخلق ما شاء بلا كُلفة ولا مشقّة، قال تعالى: ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يس:82).
ثمرات الإيمان بصفة الخلق
1-كون الله تعالى خالقا يدل على ثبوت صفات أخرى كالإرادة والحياة والقدرة والعلم، قال تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (الملك:14).
2-الإيمان بالخلق يدل على إمكان البعث والتصديق بوقوعه، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأحقاف:33).
3-انفراد الله تعالى بالخلق دليل على أن العبادة حق له وحده لا شريك له، قال سبحانه: ( أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ ) (الأعراف:191).
4-لا يطلب الولد إلا من الخالق سبحانه، قال تعالى : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ) (الشورى:49).
5-تحريم تصوير المخلوقات ذوات الأرواح، قال الله تعالى:« ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة » متفق عليه.
ثانيا : صفة القدرة
   من الصفات الواجبِ إثباتها لله تعالى صفةُ القدرة؛ فالله تعالى قادر على كل شيء، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (البقرة:20)، لأنّ كلّ شيء سواه مخلوق له، وهو من ملكه يتصرّف فيه كيف شاء، قال عز وجل : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:189).
     وقد جعل الله تعالى العجزَ دليلاً على بطلان ألوهية ما يُعبد من دونه، فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ. مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) (الحج:73-74).
ومن دلائل قدرة الله تعالى:
1-وجود المخلوقات الكثيرة التي لا تحصى، سواء الكبير العظيم منها أو الصغير الحقير، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ) (الإسراء99).
2-المعجزات التي جاء بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
3-حوادث الكون الماضية التي أهلك بها الأقوام السابقون، والحوادث الكونية المشهودة في هذا الزمان.
ثمرات الإيمان بقدرة الله تعالى
1-الإيمان بقدرة الله تعالى يورث الإيمان بالبعث والحساب، قال تعالى: ( أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:148).
2-وكذلك يورث الخوف من الله جل جلاله، قال سبحانه: ( إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً) (النساء:133).
3-والاعتقاد بأن النفع والضر بيد الله وحده، قال تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (الأنعام:17).
4-واعتقاد انفراده بالملك والتصرف فيه، قال تعالى: ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً ) (فاطر:44).

تم قراءة المقال 211 مرة