قيم الموضوع
(0 أصوات)

الدرس الثاني عشر: صفة العلم
     من الصفات التي يجب إثباتها لله تعالى على وجه الكمال: صفة العلم، التي تعني الإحاطة بكل الأشياء والكائنات والمعلومات، قال تعالى: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ. عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ. سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) (الرعد:8-10).
    ويدل على هذه الصفة اسم العليم ، واسم المحيط الذي من معانيه الاحاطة بجميع الخلق إحاطة علم وإحصاء، والخبير الذي من معانيه العلم بعاقبة الأمور ومصائرها، والرقيب أي المطلع على الضمائر فضلا عن العمل الظاهر، والشهيد الحاضر الذي لا يخفى عليه شيء، والحفيظ الذي من معانيه حفظ الأعمال ليوم الحساب ، فعلم الله تعالى كامل من كلّ وجه بخلاف علم المخلوق، ويظهر كمال علمه من وجوه منها:
1-أن علم الله تعالى شاملٌ لكل شيء، الكليات والجزئيات، الظاهرات والخفيّات، قال تعالى: (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً) (طه:98)، وقال سبحانه : (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَاب ) (يونس:61)، وقال : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) (الأنعام:59).
2-أن الله تعالى يعلم السر وأخفى ووسوسة الصدور، قال سبحانه: ( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (آل عمران:29).
3-أن الله تعالى يعلم الغيب كلّه، فهو الشهيد على ما مضى الخبير بما هو آت، قال تعالى: ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام: 59).
4-أن الله تعالى لا ينسى ولا يخطئ أبدا فهو الحفيظ سبحانه، يقول جل شأنه على لسان موسى لما سأله فرعون عن القرون الأولى: (قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى ) (طه:52).
ثمرات الإيمان بصفة العلم:
1-زيادة تعظيم الله عز وجل لكمال علمه وشموله، وبيانُ كفر الفلاسفة الذين زعموا أنّ الإله لا يعلم الجزئيات.
2-الإيمان بالقدر الذي يقوم على معرفة الله بصفاته، ومن هذه الصفات العلم بما كان وبما سيكون، وتبين كفر من أنكر علم الله تعالى بما يكون في المستقبل من القدرية والشيعة.
3-زيادة الخوف من الله سبحانه والحذر منه، لأنّه يعلم السر والعلن.
4-ردُّ العلم إلى الله تعالى وحده، لأنه كما قال سبحانه: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) (يوسف:76).
5-سؤال المولى عز وجل الهداية والتعليم، قال تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ) (طه:114).
6-أن الله تعالى أعلم بنفسه من خلقه، لذلك نصدِّقه ونكذِّب كلّ من خالف قوله في صفاته من أهل التأويل والتمثيل.
7-تكذيب كل من ادعى شيئا من علم الغيب مهما كانت تسميته وزعمه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» رواه مسلم.
8-عرض علوم الكون الحديثة على نصوص القرآن والسنة، فلا نقبل كلّ ما عارضهما.

تم قراءة المقال 294 مرة