الجمعة 3 صفر 1443

(55) التربية الفكرية : التربية على الاعتزاز بالدين مميز

كتبه 
قيم الموضوع
(2 أصوات)

المبحث الرابع : التربية على الاعتزاز بالدين

   من مضامين التربية الفكرية قضية مهمة يجب أن ينشأ عليها أولادنا فتكون جزءا لا يتجزأ من شخصيتهم؛ ويكون نظرهم للأشياء وحكمهم عليها من خلالها وهي قضية الاعتزاز بالدين وبشريعة الإسلام.
   ومعنى الاعتزاز بالدين إعلان الانتماء إلى الإسلام والفخر بالانتساب إليه، وإظهار شعائره دون حياء أو خوف، والتمسك بشرائعه والدفاع عنها بكل ثقة ودون ضعف أو خور. وقيل في شرح معناه : الاعتزاز بمفهومه العام: هو إحساس يملأ القلب والنفس بالإباء والشموخ والاستعلاء والارتفاع، ومعنى الاعتزاز بالإسلام: هو الافتخار والتباهي به، وإعلان الانتماء إليه بكل افتخار واعتزاز، والعمل على تطبيق شرائعه ومبادئه وأحكامه، دون خوف أو خجل أو حياء، وفي الاصطلاح: العزة في الإسلام هي ارتباط بالله، وارتفاع بالنفس عن موضع المهانة، وتحرر للذات عن قيد الهوى، والسير وفق ما شرعه الله ورسوله، فالعزة تصدر من قوة الإيمان ومن مدى تعلق الفرد بربه، فهي قوة معنوية تجعل المؤمن يعتز ويفتخر بالإسلام فلا يضعف ولا يذل ولا يخضع للآخر".
أهمية التربية على الاعتزاز بالإسلام
   للتربية على هذا المعنى النفسي الذين يدخل في مكونات شخصية المسلم آثار عظيمة في سلوكه ومواقفه، وخاصة في الأوضاع غير العادية وغير الطبيعية التي تعرفها أمتنا الإسلامية التي أورثتنا ذلا ومهانة وتخلفا وتبعية وجعلتنا حضارتنا تتراجع وشريعتنا تعزل عن الحياة، بل جعلت مجرد التمسك بالدين رجعية وتخلفا وإظهار شعائره تعصبا تطرفا والدفاع عنه عنفا وإرهابا.
    كما أن غرس هذا الإحساس في نفوس الأجيال الناشئة يحصنهم من جاهليات قديمة متجددة كالاعتزاز بالأنساب والأعراق والألوان والجهات والأوطان واللغات والأموال والمناصب وغيرها مما يفخر به الناس ويستعلي به على غيره، وكلها من الجاهليات التي محاها الإسلام فقال: ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) (فاطر: 10) وقال: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (المنافقون: 8) وقد جعل الاستعلاء بغير الإسلام وشعائره وشرائعه نوعا من الكبر والغرور المذموم
   وهذا الشعور يدفعه للثبات وصد الهجمات وللدعوة إليه في كل الظروف ولا يستسلم في أحلك الظروف، ولا يتنازل عن عقيدته ومبادئه طلبا لرضا الكفار والمنافقين.
    ولقد كانت تربية القرآن للمسلمين الأوائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متضمنة لهذا المعنى، وانظر إلى قوله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 139) الذي نزل بعد غزوة أحد، ومقصوده تسلية الصحابة على مصابهم ورفع هممهم والحفاظ على ذلك الشعور الذين يجعلهم يصمدون ويثبتون على دينهم ويسعون لإعزازه مرة أخرى، ولقد كان هذا الشعور سببا من أسباب النصر فيما سبق لأنه مورث للتوكل وحشن الظن بالله تعالى، حتى أن المنافقين كانوا يرونهم مجرد غرور واستعلاء فارغ  كما قال سبحانه: (إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال: 49).
   ولابد أن نعلم أن قول النبي ﷺ: «المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ" رواه مسلم، يشمل قوى البدن وقوى النفس-ومنها العزة-، التي تجعل المؤمن مؤهلا للقيام بالوظائف الشاقة التي بها يقوم بها الدين، وتنهض بها كلمة المسلمين.
   وقد اهتدى بعض المستشرقين لكون هذا الاعتزاز مصدرا من مصادر قوة المسلمين، وهو المستشرق الفرنسي ألفرد شاتليه (ت:1929) فقال في كتابه "الغارة على العالم الإسلامي": وإذا أردتم أن تغزوا الإسلام، وتخضدوا شوكته، وتقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كل العقائد السابقة واللاحقة لها، والتي كانت السبب الأول والرئيس لاعتزاز المسلمين وشموخهم، وسبب سيادتهم وغزوهم للعالم...عليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم والأمة الإسلامية، بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم وتاريخهم، وكتابهم القرآن، وتحويلهم عن كل ذلك بوساطة نشر ثقافتكم وتاريخكم ونشر روح الإباحية، وتوفير عوامل الهدم المعنوي، وحتى لو لم نجد إلا المغفلين منهم، والسذج البسطاء لكفانا ذلك، لأن الشجرة يجب أن يتسبب لها في القطع أحد أغصانها...".
طرق تربية الأولاد على الاعتزاز بالدين وبشريعة الإسلام
أولا : تمتين العقيدة الإسلامية
   إن الحديث عن الاعتزاز بالدين هو حديث عن ثمرة من ثمار الإيمان العميق والراسخ في القلوب، هو حديث عن محبة الله تعالى ومحبة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وحديث عن بلوغ مرتبة اليقين في العقائد المتعلقة برب العالمين، فلابد أن تمتين العقيدة في نفوس الأولاد وأن تكون مجرد عواطف سرعان ما تزول أو مجرد معارف عقلية لم تنفذ إلى القلوب، فالعقيدة الصحيحة علم وعمل يتفاعل معها العقل والوجدان معا، وتكون متينة إذا أصحبت متحكمة في سلوك المرء، وإذا انقلبت "لا إله إلا الله" إلى منهج حياة.
ثانيا : تعريف الأولاد بخصائص الشريعة الإسلامية
   مما يحصل به هذا الاعتزاز تلقين الأولاد خصائص شريعتنا الغراء ومن ذلك:
1-كونها شريعة ربانية المصدر ترتفع عن كل قوانين البشر، وذلك لكونها صادرة من عليم حكيم خبير، وربانيتها تجعلها ملزمة لكل الناس لا خيار لهم فيها، وقد قال تعالى: (مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) (الأحزاب:36).
2-كونها شريعة محفوظة بحفظ الله تعالى، لم يضع من أصولها كتابا وسنة حرف واحد، كما قال سبحانه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) وأنه لا نقص فيها ولا تناقض، وأنه تحدي القرآن للبشر بأن يأتوا بمثله أو يجدوا فيه تناقضا لا يزال قائما، قال الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) (النساء:82).
3-كونها شريعة شاملة لكل الحوادث عبر الزمان والمكان، وكاملة لا تحتاج إلى استدراك أو تكميل، تعالى: ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل:89) فالكتاب ومعه السنة التي هي بيان له، كافيان لكل ما يحتاج إليه الناس، ومن يطالع مدونات الفقه الإسلامي التي استنبطت من هذين المصدرين يجدها نظمت كل أمور الحياة العبادية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية والسياسية، ولم تترك مجالا إلا وسعته وبينت أصوله وفرعت فروعه.
4-كونها شريعة واقعية أحكامها راعت الطبيعة البشرية قال تعالى : (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة: 286) وبناء على هذا جاء التكليف بالحج والصوم متعلقا بالاستطاعة، وجاءت مختلف الرخص الشرعية، فضلا عن إباحة المحظورات عند الضرورات محققة لقوله تعالى: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ) (المائدة:6)
ثالثا : تعليم الطفل بعض منجزات الحضارة الإسلامية
    ومما يجعل الطفل يعتز بدينه وتاريخه أن يعلم ببعض منجزات المسلمين والعلماء الذين أنجزوها عبر التاريخ ، والتي تبين أن مختلف الأمم التي دخلت الإسلام من عرب ترك وكرد وأقباط وبربر لم يعرفوا الحضارة الحقيقة والرقي العلمي إلا في ظل الإسلام.
   ففي المنظومات التشريعية الفقهية يعرف الأولاد أنه لا توجد حضارة انتجت ما يساوي عشر معشار ما أنتجه فقهاؤنا في مختلف المجالات التشريعية، ففي القرن الرابع هجري كانت انتشرت مؤلفات تعنى بفقه العمران وتنظيم التجارة والأسواق وبالتعليم ومواده وآدابه ونحو ذلك مما هو معتبر من مظاهر التحضر والتقدم.
    وفي مجال التاريخ تذكر أهم الموسوعات التاريخية للعصور المتعاقبة ككتب الطبري(310ه-923م) وابن الأثير (630هـ-1233م) وابن كثير (774هـ-1373م)، وموسوعات كتب التراجم التي ألفت للأعلام والعظماء كتاريخ دمشق لابن عساكر(571هـ-1176م) وتاريخ الإسلام للذهبي(763ه-1348م) وغيرها مما يبين كثرة الأعلام الذين استحقوا أن يخلد ذكرهم في تاريخنا، وفي الجغرافية يذكر لهم أمثال الإدريسي (ت:559 ه-1166م) الذي كانت خرائطه الدقيقة وكشوفه نواة للنهضة الأروبية الحديثة .
  وفي العلوم التجريبية يذكر في الطب ابن سينا (ت:427ه-1037) ومؤلفاته في الميدان ، وأن أول من اخترع المحرار وأدوات طبية أخرى وأول من شخص مرض التهاب السحايا وعدة أمرض داخلية أخرى. وفي الكيمياء يذكر جابر بن حيان الذي يعتبر أول من قام بعمليات : الترشيح والتبلور والتميع والأكسدة وغيرها، وكذا أبو بكر الرازي الذي يعتبر أو من قام بعمليات التكليس والتحليل والتلغيم وغيرها.
    ويتحدث عن المكتشفات العصرية ونواتها الأولى كالطائرة التي كانت فكرتها الأولى تبلورت عند العالم المتفنن عباس بن فرناس (274ه-887م) صاحب المخترعات الكثيرة الذي نال شرف أول محاولة للطيران ناجحة بالأجنحة الصناعية، كما تعتبر تلك المحاولة اختراعا للمظلة "البراشوت"، ومن ذلك أن الفكرة الأولى لاختراع الكامرا كانت على يد الحسن بن الهيثم (430ه-1040م) الذي اكتشف أن الإبصار يكون بدخول أشعة ضوئية إلى العين، وكان قد سمى الثقب المضيء في مكان مظلم قمرة وهو أصل كلمة كامرا.
   والحديث عن هذه المآثر يطول والمراد تحصيله هو تلك العزة والفخر الذي نريده أن يكون باعثا للهمم محركا للقوب ودافعا للنفوس لتهب وتنهض لتستعيد تلك الأمجاد.
رابعا : رواية قصص السلف في العزة بالدين
   إن للسلف الصالح من الصحابة من بعدهم مواقف تكثر عن الحصر سجل فيها اعتزازهم بدينهم وثقتهم ربهم سبحانه تعالى ولعلنا في هذا المقام ننقل شيئا منها.
   أولها موقف سعد بن معاذ رضي الله عنه بعدما أسلم وذهب إلى مكة معتمرا، وبَيْنَما سَعْدٌ يَطُوفُ إذ جاءه أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَطُوفُ بِالكَعْبَةِ؟ فَقَالَ سَعْدٌ: أَنَا سَعْدٌ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: تَطُوفُ بِالكَعْبَةِ آمِنًا، وَقَدْ آوَيْتُمْ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فارتفعت أصواتهما، فَقَالَ أُمَيَّةُ بن خلف لسَعْدٍ -وكان صديقه الذي استقبله في مكة-: لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الحَكَمِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الوَادِي، ثم قَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ لَأَقْطَعَنَّ مَتْجَرَكَ بِالشَّامِ، فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يمسك سعدا ويَقُولُ: لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ، فَغَضِبَ سَعْدٌ منه وقَالَ له: دَعْنَا عَنْكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ»، قَالَ: إِيَّايَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ إِذَا حَدَّثَ (رواه البخاري)، ولا يخفى مواطن العزة بالدين والثقة في الرسول الأمين في خطاب سعد رضي الله عنه لأبي جهل أولا وفي خطابه لأمية ثانيا.
وثاني موقف ننقله هو موقف سلمان رضي الله عنه لما جاءه ذلك اليهودي وكأنه يقول له إن نبيكم قد قيدكم حياتكم وتدخل في كل شؤونكم حيث قال له بصريح العبارة:" قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ"، فرد عليه سلمان بكل عزة وثقة :" أَجَلْ لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ"(رواه مسلم)، وكأنه قال له وأين الضير في ذلك؟ وهاك شيئا من تفاصيل ذلك، فاليهود كان مهاجما يريد إضعاف نفسية سليمان إشعاره بأن النبي صلى الله عليه سلم سلبهم الحرية والاختيار، ولكن سلمان لم يسقط في فخ الدفاع بل هاجم اليهودي بذكر التفاصيل التي تبين أن شريعة الإسلام نظمت جميع الحياة. إذ لا يعقل أن الشريعة التي تعرضت لتفاصيل آداب الخلاء تهمل ما هو أعظم من شؤون البيع والزواج والزراعة والتربية والعلاقات الدولية في السلم والحرب.
   الموقف الثالث نذكره حدث سنة 699 لما قدم غازان دمشق وخرج إليه ابن تيمية في جماعة من الصلحاء، وهو موقف لا يحتاج إلى أكثر من سرده وحكايته، إذ كان مما قاله ابن تيمية لغازان:" أنت تزعم أنك مسلم ومعك قاض وإمام وشيخ ومؤذنون على ما بلغنا؛ فغزوتنا، وأبوك وجدك هولاكو كانا كافرين، وما عملا الذي عملت، عاهدا فوفيا، وأنت عاهدت فغدرت، وقلت فما وفيت". وقام لغازان وأعوانه وقال لهم الحق ولم يخش إلا الله تعالى، ولما قدم غازان للحاضرين طعاما أكلوا منهم جميعا إلا ابن تيمية رحمه الله، فقيل له: لم لا تأكل؟ فقال: كيف آكل من طعامكم وكله مما نهبتم من أغنام الناس، وطبختموه مما قطعتم من أشجار الناس. ثم إن غازان طلب منه الدعاء، فقال في دعائه: اللَّهم إن كنت تعلم أنه إنما قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وجهادًا في سبيلك فأن تؤيده وتنصره، وإن كان للملك والدنيا والتكاثر فأن تفعل به وتصنع-يدعو عليه وغازان يؤمن على دعائه- قال قاضي القضاة أبو العباس ابن صصري (ت:721)راوي القصة: ونحن نجمع ثيابنا خوفا أن يقتل فنطرطش بدمه، ثم لما خرجنا قلنا له : كدت تهلكنا معك ونحن ما نصحبك من هنا، قال: ولا أنا أصحبكم- مسالك الأبصار في ممالك الأمصار (5/ 699)-.

تم قراءة المقال 758 مرة