الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإن من السنة أن يمسك المسلم يوم العيد حتى يصلي، ويأكل من أضحيته إن كانت له أضحية أكلا مطلقا غير مقيد بأي عضو من أعضائها، وقد أمر الله تعالى بالأكل منها أمرا مطلقا فقال : (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) (الحج:28).
وأما ما ورد في السنن الكبرى للبيهقي (3/283) من حديث بريدة مرفوعا:" وَإِذَا كَانَ الأَضْحَى لَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا حَتَّى يَرْجِعَ ، وَكَانَ إِذَا رَجَعَ أَكَلَ مِنْ كَبِدِ أُضْحِيَتِهِ".
فهو لفظ شاذ قد رواه من طريق ابن مهدي عن عقبة بن عبد الله الرفاعي الأصم عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا، وعقبة هذا قد ضعفوه ومنهم من ضعفه جدا، وقد روى الحديث الإمام أحمد في مسنده (5/352) من طريقه لكن بلفظ :"ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع فيأكل من أضحيته".
والحديث محفوظ في السنن من رواية غيره بلفظ "حتى يرجع" و"حتى يصلي".
ومنه فإنه لا يثبت استحباب البدء بأكل كبد الأضحية، وإنما يفضل ذلك لأنه أسرع طهيا وأسهل هضما كما ذكره غير واحد من الفقهاء، والله أعلم.