Your Logo Text

صورة المرأة في صحافتنا.. دودة صيد!
                       يزيد حمزاوي
إن الحمد لله نحمده و ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له أما بعد.
فلا تزال الصحافة العربية ترضع مضامينها من مصادرها وينابيعها الغربية العلمانية اللاتينية ، فأضحت هذه الصحافة ذيلا وبوقاً وصدى لأسيادها من بني الأصفر، ولن أعدم أدلة على ذلك، فذلك معروف عند القاصي والداني والعالم والمتجاهل، ومن الأمثلة على المضامين المتطابقة بين هذه السخافة وسخافة «البلي بوي» الغربية، مضامين الرسائل المتعلقة بموضوع المرأة التي تطبخها صحافتنا بعد استلام عجينته من وراء البحر، فتعالج موضوع المرأة معالجة تكرس بين النساء والشباب فكر اللادين واللامقدس واللاقيم واللاضمير ... لن أتحدث في هذه العجالة عن الحملات المشبوهة بأقلام مشبوهة في صحف مشبوهة عن نشر مفاهيم التحرر المسموم والتقدم المزعوم ... الاختلاط، مساواة الجنس، حرية الجنس، التعارف بين الجنسين، تفاصيل الحب والغرام بين الجنسين، أسرار غرف النوم، وجنون المراهقة، الثورة على التقاليد والأعراف والشرع، [الثورة] على الزواج والطلاق وسلطة الأسرة، الاستهانة بالبكارة والإجهاض، ونشر حبوب منع الحمل، الحمل بلا زواج، السخرية بالحجاب، تقديس المرأة الغربية، حق العمل ... لن أتحدث عن كل هذا، فسيأتي ذلك في سلسلة عن كل جزء بتفاصيله في حينه. إنما أريد في هذا المقال أن أبين قيمة المرأة في بعض الصحف العربية، وليس كلها حتى لا تظلم البعض الآخر أسأل القراء ، الصحفيين ، أصحاب الصحف ، أدعياء تحرر المرأة ، ما هي قيمة المرأة في الصحافة الصفراء!؟
صحف الإثارة والإغراء ما قيمة الشابات المصورات مقبلات مدبرات مستلقيات ...!؟ لماذا تختار الصحافة الصفراء العربية أجمل الفتيات وجها وافتنهن جسما لعرضهن على القراء ؟
لماذا لا تختار هذه الصحف نساء ذميمات أو متوسطات الجمال بأجساد متواضعة ألا ينتمين لجنس الانثى أو البشر على الاقل ؟
لماذا تصر هذه الصحف على إبداء الزينة الفاتنة والأجساد الملتهبة، لماذا لا تعرض مثلا نساء مستورات وغير متزينات أو كما قلنا ذميمات !؟
لماذا تصر الصحافة على استغلال المرأة في إعلاناتها ودعايتها !؟
لماذا تعلن امرأة كاشفة الساق عن عجلة تويوتا !؟
لماذا تعلن امرأة كاشفة الصدر عن شفرة حلاقة GILLETTE
أكان الاعلان للعجلة والشفرة أم للساق والصدر ؟
ما المطلوب شراء العجلة والشفرة أم ...!؟
لن يستطيع أحد منهم الإجابة بصدق، لأن الجواب مؤلم ومؤسف ومحزن، لهذا سأتجرأ لألقي عليكم الجواب، لا تعدو أن تكون صورة المرأة في هذه الصحافة أكثر من ثقل تبوغرافي مثله مثل العنوان والزخارف والفواصل والفراغات البيضاء على الصفحات.
يجب أن تتمتع بطلات الصحافة بجملة من المواصفات التي تصطاد الزبون في الضربة الأولى وتنومه مغناطيسيا لحين شرائه المادة المعلن عنها أو شراء الصحيفة نفسها.
إن هذه الصحف صحف الإثارة والإغراء تعمل على تشييء المرأة واستعبادها والحرص على تحويلها إلى جسد بلا روح وجسم بلا عقل... الهّم الوحيد هو الرشاقة، الأناقة، البشرة....

لا أكتمكم سراً إذا قلت لكم أن قيمة المرأة في بعض صحافتنا ليس في إنسانيتها أو قدرتها العقلية وكفاءتها العلمية والعملية. إنما في طولها وعرضها وحجم أردافها وسمك أثدائها، ولون بشرتها وعينيها... لست مبالغاً ولا جائرًا ولا متحاملًا إذا جزمت أنه لا تتعدى قيمة المرأة عند بعض الإعلاميين قيمة الدودة، نعم الدودة فهذه الحشرة الحقيرة يستخدمها الصيادون بوضعها على الصنارات ورميها في البحر، لجلب السمك وإيقاعها في شراك الصيادين... كذلك المرأة تستخدم كدودة على صفحات الصحافة المطبوعة لتجلب القراء والجماهير لشراء بضاعتهم وترويجها بغية الربح والتسويق والمتاجرة بالرقيق الأبْيض، أهذه قيمة المرأة عندكم: دودة ...!!!؟ . أترضين أن تكوني أيتها المسلمة التي أعزها الله وأكرمها الإسلام دودة صيد !!؟؟
 قد كنت أولى أن تكوني قدوة *** تدعو إلى إسلامها وتبشر
 قد كنت أولى أن تكوني للتقى *** رمزا يجل به العفاف ويفخر
إن التزامك بالدين تماسك    ***  والسعي في ترك الدين تدهور
إن التزامك بالإسلام تقدم..***  والسعي في ترك الإسلام تأخر
 وسبحانك اللّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.