الأحد 29 شوال 1446

أدعياء تحرر المرأة يقولون: الحجاب تأخر و التبرج تحضر

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أدعياء تحرر المرأة يقولون:  الحجاب تأخر و التبرج تحضر  
يزيد حمزاوي  
مجلة عربية مشهورة مختصة بشؤون المرأة وتحريرها والنطق بحقوقها لها زاوية تجيب فيها مفتيةُ المراهقين والمراهقات  (أمينة سعيد) على أسئلة الشباب و الشابات. في أحد أعدادها جاء سؤال من شاب عربي مسلم، يقول: "أنا شاب في الثامنة والعشرين، حالتي المادية حسنة ودخلي محترم تزوجت منذ ثلاث سنوات فتاة من أسرة محافظة ثقافتها ابتدائية وليس فيها من صفات الأنوثة مما أرى إلا طيبتها و طاعتها... تحاول إرضائي ولكن لا تكلف نفسها جهدا في سبيل ذلك... تجامل كثيرا بدون فهم، أغمرها بأكثر من طلباتها ومركزي يجعلني مندمجا مع الحياة الاجتماعية، وهي متحجبة لا تريد خلع الحجاب رغم محاولاتي الكثيرة في إقناعها وعندما أرى أصدقائي مع زوجاتهم أتحسر على حظي، فهل تنصحينني بطلاقها بعد أن يئست من إصلاحها ولي معها طفلان؟ أم أتزوج بأخرى تملأ فراغ قلبي؟"  
هذا هو السؤال الذي يطرحه الشاب المسكين الذي يعيش مأساة ويالها من مأساة!! زوجات أصدقائه متبرجات سافرات وزوجته محجبة منقبة مستورة كأنها خيمة، ياللعار!! إنها ظالمة بتصرفها هذا !! مظلوم هذا المسكين الذي لا يستطيع أن يكون حيوانا اجتماعيا مثل أصدقائه، بسبب هذا الحجاب المشؤوم !! وهو يحاول إصلاح زوجته الفاسدة كما يقول هو !! و لكن الله يقول:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.  
أتدري ماذا كان جواب الشيخة أمينة السعيد؟ كان أعجب من السؤال. أجابت صاحبة الصون والعفاف موبخة الشاب الغيور على عرضه وكرامته قائلة: قبل أن تبُت في أمرها حاول أن تحدد نصيبك من المسؤولية فلقد كنت اجتماعيا قبل زواجك وتعرف احتياجاتك تماما ومع ذلك ذهبت إلى أسرة محجبة محافظة متأخرّة وتزوجت ابنتها، يعني أنت الذي اخترت هذه الحياة بمحض إرادتك ورضاك ولم يجبرك أحد عليها، وهذا أخطر جانب من المسؤولية. فينصح بعد ذلك أن تعالج الأمر بالوسائل المجدية، ثم قالت: "الوسيلة الوحيدة أن تحاول تنوير ذهنها، وهذا لا يكون بإلحاحك الدائم في خلع حجابها فقط، بل باتخاذ الاجراءات التي تشجعها على السفور تدريجيا مثل خروجك معها إلى بعض الأماكن... ابدأ بالصغيرة إلى أكبر، ادع أصدقائك وزوجاتهم إلى البيت، وهيء لها فرحة الاجتماع بنساء متحضرات، كف عن إنجاب الأولاد حتى لا تشغل وقتها بالحمل والولادة والرضاعة وغير ذلك من الأمور التي تمنعها من رؤية الحياة خارج مملكتها الضيقة".  
انتهت الفتوى الشيطانية التي تصف فيها الشيخة أمينة- طبعا المسلمة- الأسرة المحافظة على الدين بالمتأخرة ثم تعطي الوصفة الناجحة للخروج من هذا التأخر إلى التقدم والتحضر. هكذا يقول أدعياء تحرر المرأة لا للحجاب والنقاب نعم للجُب والمِنِي جُوب والمِيكرو جُوب، نعم لبنطلون الجينز الضيق. أتدري لماذا أختي المسلمة؟ لأنك إذا خرجت محجبة منقبة بجلباب شرعي فضفاض ذا لون واحد يستر جميع جسمك؛ فمن يُسامرهم ويبهجهم في سهراتهم الحمراء؟ ومن يبتسم لهم في المنتزهات ويضاحكهم في الشواطئ  المنتديات؟ من يسليهم في وحدتهم ويؤنسهم في غربتهم ويلبي شهواتهم ونزواتهم؟  يريدونك أن تخلعي حجابك لأنه يحول دونهم ودونك؛ فلا يراقصك أصدقاء زوجك في الأعراس والحفلات وربما كان الرقص بداية والله أعلم بالنهاية.  
أختاه لا تطيعيهم فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقد عرفتيهم أنهم ذئاب في ثوب الناصح الأمين، و خير ما نختم به هذه المقالة الأبيات التالية تطيب بها قلب أختنا المسلمة وأخواتها اللائي يقلن الله ربي والإسلام ديني ومحمد رسولي وحبيبي وقدوتي وقرة عيني.  
 
إنا سمعنا أختنا شيئاً عجاب... قالوا كلاماً لا يسر عن الحجاب..  
قالوا خياماً علقت فوق الرقاب... قالوا ظالماً حالكاً بين الثياب..  
قالوا التأخر والتخلف في النقاب... قالوا الرشاقة والتطور في غياب..  
نادوا بتحرير الفتاة وألفوا فيه الكتاب... رسموا طريقاً للتبرج لا يضيعه الشباب..
يا أختنا هم ساقطون إلى الحضيض إلى التراب... يا أختنا هم سافلون بغيهم مثل الكلاب..  
يا أختنا هذا عواء الحاقدين من الذئاب... يا أختنا صبراً تذوب ببحره كل الصعاب..  
يا أختنا أنتِ العفيفة والمصونة بالحجاب... يا أختنا فيك العزيمة والنزاهة والثواب..  
فالنار مثوى الظالمين لهم عقاب... والله يكشف ظلمهم يوم الحساب..  

تم قراءة المقال 37 مرة