الجمعة 26 جمادة الأول 1445

يسوع المسيح العنصري ! (الحلقة 6)

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يسوع المسيح العنصري ! (الحلقة 6)

نشر في مجالس العلم النافع بتاريخ 10أوت 2020 نقلا عن الفيسبوك

لم يكن يعقوب البكر، لذا فليس له الحق في البكورية وامتيازاتها، ولا بركة والده إسحاق ولا حق النبوة المتوارث، فبموجب التشريع والتقليد لابد أن ينال أخوه عيسو كل ذلك، فكيف سينال نسل يعقوب الأرض الموعودة الموروثة أبًا عن جد، بكرًا عن بكر، كما خطط لذلك يهوه يسوع العنصري منذ الأزل؟... إنّها معضلة بالنّسبة لنا نحن، أمّا بالنسبة لزعماء التّحريف ومافيا تزوير الكتب المقدّسة، فهي أسهل ممّا يتصوّره العقل...يكفي أن تكون طباخا في مطعم التحريف المقدس لتظفر بأشهى أُكلات التخريف في فصل الخريف!
وهاك الطّبخة!! أخي القارئ من الكتاب المقدّس ـ عفوا كتاب الطبخ ـ فقد ورد في سفر التّكوين 25: 27 – 34. (وطبخ يعقوب ذات يوم طبيخًا فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا، فقال ليعقوب أطعمني من هذا الإدام…فقال يعقوب بعني اليوم بكوريّتك، فقال عيسو: ها أنا ماضي إلى الموت - من الجوع - فماذا أفعل بالبكوريّة!؟ فقال يعقوب احلف لي اليوم، فحلف له فباع بكوريّته ليعقوب، فأعطى يعقوب عيسو خبزًا وطبيخ عدس فأكل وشرب ومضى واحتقر عيسو البكوريّة).
حدث بيع ومقايضة، تنازل عيسو عن بكوريته بكل توابعها لأخيه الأصغر، واستمتع هو بوجبة عدسية... يا لها من صفقة!!!... ولعلّ هذا النّوع من "البزنس" هو الذي فتح أبواب البنوك العالميّة والمصاريف الدّوليّة والمؤسسات الاقتصادية لتصبّ اليوم في جيوب أحفاد يعقوب من عائلات روكفلر وروتشيلد ومردوخ وغيرهم، وإنّ بيع بكوريّة مقابل صحن من العدس، قد يطرح تساؤلاً مهما عن حجم التنازلات أو المبيعات في مقابل صحن من الكافيار أو المشاوي المحمرة والمحاشي الطرية التي تُسيل لعاب كاتب هذا المقال المتضور جوعا في هذه الظهيرة....تبا... لقد نسيت طبخة يعقوب على النار.. فلنعد إليها قبل أن يحترق العدس وتفوتنا صفقة القرن بل كل القرون، التي كانت أهم تجليات إعادة إنتاج أزمات وصراعات الماضي والحاضر والمستقبل.
نال يعقوب البكوريّة بطبق العدس، ففاز بالخطوة الأولى نحو السؤدد والرياسة والسيادة، وباع عيسو كرامته وحريته ومستقبله من أجل نزوة أكل عاجلة ذهبت بعدها في بيت الخلاء وذهب هو ونسله معها.
لكن تنقص يعقوب البركة، بركة ميراث النبوة التي لا تزال من حق أخيه عيسو، ولابد أن ينالها بموجب المخطط الإلهي العنصري حتى يُفسح له المجال لاستعباد أهل الأرض، ومنهم شعب شقيقه عيسو المسكين، الذي جُرد من بكوريته بعدما انساق إلى شهوة معدته وبطنه الخاوي كعقله تماما....(يتبع)
توقيع: د يزيد حمزاوي

تم قراءة المقال 104 مرة