الخميس 8 صفر 1445

موقف محمد يحيى الولاتي (1330هـ) من علم الكلام

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

موقف محمد يحيى الولاتي (1330هـ) من علم الكلام
.....
1-قال الولاتي رحمه الله : "وأما حكمه في الشرع –أي حكم الخوض فيه بالنظر والبحث والتعلم والتعليم- فمذهب جمهور أهل السنة من الفقهاء والمحدثين وعامة السلف أن ذلك حرام وأنه من كبائر الذنوب وأنه بدعة مذمومة، وقد استدل الفقهاء على تحريمه بالكتاب والسنة والإجماع... " الرحلة الحجازية جزء تندوف ص 99
2-ثم قال في آخر الجواب: "والقول بأنه فرض كفاية أو فرض عين بعيد جدا ، وكذا القول بجواز الخوض فيه" ص 108 من المرجع نفسه.
3-ومما نقل في فتوى أخرى في مرحلة الذهاب من رحلته :" وفي عمدة المريد للشيخ العارف بالله سيدي أحمد الزروق ما نصه :"مذهب السلف وجمهور أصحاب المذاهب على تجنب علم الكلام وذمه ، فقد اتفق مالك والشافعي وأبو حنيفة وسفيان والثوري في جماعة من العلماء على تحريم الكلام في مسائل علم الكلام " ثم ذكر بعض أقوال السلف المشهورة في ذلك ...انظر الرحلة الحجازية ت حجي ص 152 ونحو في جزء تندوف 102
4-ومما قاله رحمه الله :"وأما قول المعترض وهذا الشيخ السنوسي الذي نباهي به الملل قد ألف فيه كتابا اعتمده الناس ، فإنه من الكلام الساقط الذي لا يقوله من له أدنى دراية إذ ظاهر كلامه أنا معاشر الأمة المحمدية نباهي ملل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالسنوسي وكتابه في البراهين العقلية ، وهذا من الباطل الذي لا يقوله من له أدنى علم، إذ من المعلوم بالضرورة أن الذي نباهي به ملل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ونفاخرها به فنفخرها كتاب الله القرآن المحفوظ من التبديل والتغيير ، والسنة المحمدية الحنيفية البيضاء وكون شريعتنا ناسخة لشرائعهم، والذي نباهي به أهل الملل أي أتباع الأنبياء عليهم السلام كوننا أتباع خاتم النبيين وإمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين ، وأننا أكثر منهم عددا وأكثر علما ، وأن شريعتنا باقية إلى يوم القيامة، فلا نباهيهم بالشيخ السنوسي ولا ببراهينه العقلية التي دون ، بل لا نعد تلك البراهين العقلية من ديننا أصلا ، فنحن أمة محمدية اعتقادنا تبع لما في القرآن والسنة ، نؤمن بهما وبما تضمنا إيمانا جزما لا يقبل التغير ، ولا نعتبر العقل ولا نعده دليلا ولا حجة ، فالدليل والحجة عندنا كتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والعقل تبع لا عبرة به ، والله أعلم.
وأما قوله إن كتاب السنوسي الذي ألف في علم الكلام قد اعتمده الناس فإنه باطل أيضا ، لأن جمهور أهل السنة يحرمون الخوض فيه وقراءته والاشتغال بما فيه والله أعلم " الرحلة الحجازية ت حجي ص 155 .
5-وقال رحمه الله في فتوى تندوف:"وأما ما كان من علم الكلام على طريقة المتأخرين من علماء الكلام فمستمده زيادة على ما ذكرنا (قواطع المعقول) من ثلاثة علوم من علوم الفلسفة وهي علم المنطق وعلم الطبيعيات وعلم الإلهيات لأن المتأخرين من المتكلمين خلطوا براهين علم الكلام ببراهين الفلسفة ومسائله حتى صار الجميع كأنه فن واحد كما قدمنا بيانه عن ابن خلدون في مقدمة تاريخه والله أعلم " الرحلة جزء تندوف ص 99.
....
في الوقت الذي كنت أقرأ مستمتعا حينا ومستغربا حينا أخرى فتاوى الولاتي رحمه الله في حكم علم الكلام، وبينما أنا أدون هذه الفقرات منها تكفي في الدلالة على موقفه، وجدت من ينسب إليه مؤلفا في علم الكلام؟!! عنوانه فتح الرب المجيد على نظم عبد المجيد الأزهري الشرنوبي في عقائد التوحيد ، فعجبت من ذلك أشد العجب، وبعد التحقق من الأمر بتحميل الكتاب وقراءة مقدمته ، تبين أن الكتاب لأحد أقران الولاتي وخصومه وهو محمد يحيى ابن سليمة الولاتي، وأن من كتب اسمه على الغلاف مدعيا تحقيقه هو الوراق نزار حمادي ومعرفة محققه زال العجب وانمحى الاشكال .

تم قراءة المقال 187 مرة