قيم الموضوع
(1 تصويت)


    من الأمور التي ينبغي الوقوف عندها نصيحة للمسلمين بيان حقيقة ما يسمى بالأفلام الدينية، ينبغي الوقوف عندها تحذيرا لهم من شرها وتنبيها لمن غفل منهم إلى أخطارها، خاصة وأن كثيرا من المسلمين أصبح يرى فيها الخير وأنه من مصلحة الدعوة بثها وأن العامة تتأثر بها ، والواقع أن شرها وفتنتها لمن تأمل الأمور الظاهرة فيها دون الدقائق التي تحتاج إلى تتبع لها أعظم بكثير من تلك المصالح الموهومة ، ومن تلك الشرور التي لا تخفى أن هؤلاء الممثلين الذين يتقمصون أدوار الصحابة والعلماء والمجاهدين هم من يمثل أدوار الفجار والفساق في أفلام المجون والدعارة ، ولا شك أن هذا مما له الأثر الواضح في إذهاب الهيبة والإجلال لمن يفترض على جميع المسلمين إجلالهم، ولقد سمعت يوما بعض الغلمان يقول لبعض أرأيت البارحة الإمام أحمد وهو يرقص ، فقلت في نفسي أوَصل التحريف إلى هذه الدرجة!! ولكن لما استفسرت قيل لي إنهما فيلمان بطلهما واحد، مثَّل في أحدهما دور الإمام أحمد ومثَّل في الآخر دَور فاسق ماجن !! ومن الأمور الخطيرة التي ربما لا يفطن لها إلا العارفون التحريف للمواقف والحقائق التاريخية على وفق ما يشتهيه كاتب "حوارات الفيلم"(السيناريو)،

 

حقيقة الأفلام الدينية

     فدعاة التقريب بين الأديان أو القوميون مثلا يخترعون شخصياتٍ وهميةً نصرانيةً أو ملحدةً يزعمون أنها خدمت الإسلام وتعاطفت مع المسلمين أو يجعلون الحروب بين المسلمين والنصارى حروبا من أجل الأرض والحرية وهي التي عُرفت بالحروب الصليبية، وغيرُهم يتجاهل شخصيات أخرى لا يحبها وهكذا ، ومن التحريف التحريف للعقائد وللأقوال ومن أمثلة ذلك ما نشر في بعض الأفلام عن الإمام أحمد أنه كان يقول بالوقف في قضية القرآن وأنه يجيز الغناء ويسمعه ويخالط المغنين الماجنين!! ولم يسلم من مثل هذه الأباطيل حتى الفيلم الشهير "الرسالة" حيث نسب فيه إلى نبينا صلى الله عليه وسلم أنه يقول إن الله في كل مكان ، وتجوهل فيه دور أبي بكر وعمر وعثمان في السيرة النبوية وذلك من آثار اليد الشيعية التي شاركت في إنجاز الفيلم؛ ولهذا وغيره مما لا أذكره الآن أفتى العلماء الذين حضروا المؤتمر العالمي الأول لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة (سنة 1397هـ الموافقة لـ 1977م ) بتحريم نشر هذا الفيلم إثر صدوره بالإجماع.

     هذا فضلا عن الموسيقى التي لا يخلو منها فيلم، والكلمات والمواقف الكفرية التي تعرض في قالب يستهوي بعض الناظرين ويجعلهم يقلدونها أمام الناس ويكررونها، ومما لابد من النص عليه الكذب الصريح في تلك الحوارات المخترعة (السيناريوهات) التي لو قلَّبت كل كتب التاريخ لم تظفر بشيء منها بل والشخصيات الوهمية المفترضة التي تقحم في كثير من الأحيان لأغراض دنيئة كمن يجعل لبعض أئمة الدين والمجاهدين عشيقات يغازلنهن!! ولا يخفى ما في ذلك من الدعاية إلى المجون والفجور ومن التهوين من أقدار العلماء والمجاهدين ، ومن التزوير لتاريخ الأمة الماجد ، ومما لاحظه بعض الدعاة أيضا حرص مخرجي هذه الأفلام على تصوير الكفار والفجار دائما في صورة من يعفي لحيته وتصوير أهل الإسلام محلقين للحاهم أو مقصرين لها تقصيرا فاحشا، وهذا من المكر الواضح برجال الدعوة الإسلامية والصد عن دعوتهم وتشويهم، والخلاصة أن هذه الأفلام دبوس من دبابيس بل خنجر من خناجر الأعداء قد غرزوه في ظهر الإسلام، وواحد من أساليبهم الماكرة في حرب الإسلام والمسلمين وتحريف عقائدهم وأخلاقهم وفكرهم ، فعلى المسلم أن ينتبه وأن يحكم عقله قبل عاطفته في مثل هذه الأشياء، فالحذر الحذر عباد الله من هذه الأفلام المسمومة خاصة على أبنائكم الذين قد يكون مصدرهم الوحيد لتلقي تلك المعارف التاريخية أو الدينية هذا النوع من الأفلام فـ(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.  

فائدة

  المؤتمر العالمي الأول لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة عقد في المدينة النبوية سنة 1397هـ الموافقة لـ 1977م واشترك فيه علماء ودعاة من سبعين قطرا من أقطار العالم الإسلامي، وقد طبعت قراراته في رسالة صغيرة، وهذا نص المادة 95 من قرارات المؤتمر:" يستنكر المؤتمر بشدة إخراج وعرض فيلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي غير اسمه إلى فيلم الرسالة وكذا أفلام تتعلق بأزواجه وصحابته رضوان الله عليهم ، ويهيب بجميع الحكومات والهيئات والمؤسسات الإسلامية أن تمنع عرض هذه الأفلام بأي اسم في بلادها ، وأن تسعى لمنعها خارج بلادها غيرة على دينها واحتراما لنبيها صلى الله عليه وسلم وحذرا من مكايد أعدائها الذين يتربصون بالإسلام ونبيه وصحابته كل سوء ".

تم قراءة المقال 3543 مرة