الأحد 24 ذو الحجة 1443

5-توحيد الأسماء والصفات

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

5-توحيد الأسماء والصفات
النوع الثاني للتوحيد يسمى توحيد الأسماء والصفات نبين قواعده ثم أهم قوادحه.
أولا: قواعد الإيمان بأسماء الله تعالى
1- ضرورة الإيمان بأن لله تعالى أسماء، ثم الإيمان بجميع الأسماء الواردة في القرآن والسنة الصحيحة من غير نقصان ولا زيادة، قال تعالى:وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  (الأعراف:180).
2- الإيمان بأنّ أسماء الله تعالى كلُّها حسنى؛ لا يتطرّق إليها نقصٌ بوجه من الوجوه، فبالإضافة إلى دلالتها على ذاته تعالى فهي دالةٌ على أوصافٍ كاملة، قال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (الإسراء:110).
3- الإيمان بأنّ أسماء الله تعالى لا تُحصى كثرةً، ومنَ المنزّل المعلوم تسعةٌ وتسعون اسما؛ من أحصاها حفظا وفهما واعتقادا وعملا دخل الجنة، قال صلى الله عليه وسلم :« مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا» (رواه أحمد وصححه ابن حبان). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» متفق عليه، والمقصود تسعةً وتسعين اسما من الموجود في الكتاب والسنة، ولا تعارض بين الحديثين.
ثانيا: قواعد الإيمان بصفات الله تعالى
1-تنـزيه المولى عز وجل عن كل نقص وعن مماثلة الخلق، قال سبحانه: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) (مريم:65) أي مثيلا، وقال تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) (الشورى:11) وقال: ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، وهذا التنـزيه ينبغي أن يكون على سبيل الإجمال، ولا يفصّل إلا حيث فصّل القرآن كقوله تعالى : ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) وقوله : ( لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) (البقرة:255)، وقوله : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) (ق:38).
2- إثبات كلّ الصفات الواردة في الكتاب والسنة، دون زيادة عليها أو نقص منها، قال تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)، وقال: (الرحمن على العرش استوى ) (طه:5)، وقال : ( بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) (المائدة:46)، وهذا الإثبات ينبغي أن يكون مفصّلا لا مجملا بخلاف التنـزيه.
3-تفويض علم كيفية الصفات إلى الله تعالى، وقطع الطمع عن إدراك ذلك، والامتناع عن الخوض فيه؛ لأنا لم نكلف به ولا قدرة لنا عليه، قال تعالى: ( وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ) (طه:11)، وقال: ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ) (الأنعام 103) وليس المقصود نفي الكيفية ولكن نفي العلم بها لأنه ما من شيء موجود إلا وله كيف، وقد قال الإمام مالك رحمه الله -لمن سأله كيف استوى؟-: «الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة».
ثالثا : الإلحاد في الأسماء والصفات:
    الإلحاد في أسماء الله تعالى وصفاته أنواع منها:
1-تمثيل صفات الإله بصفات خلقه، ومنه قول اليهود بأنّ يد الله مغلولة، أو وصف الإله بصفات الخلق كتسمية النصارى الإله أبا، وقولهم إنه ولدَ.
2- تعطيل معاني الصفات ونفيها كإنكار اسم الرحمن أو إثباته دون معنى الرحمة، ومثله دعوى جهالة معانيها حتى لا يعلم فرق بين سمع وبصر ورضا وغضب.
3- اعتقاد النقص فيها كظن بعضهم إن الله لا يعلم ما في النفوس أو الجزئيات.
4- وصف أو تسمية المخلوق بما لا يستحقه إلا الله تعالى، كتسمية النصارى لعلمائهم بالقديسين، ومثله الاشتقاق منها كتسمية العرب أصنامهم باللات والعزّى.

تم قراءة المقال 283 مرة