قيم الموضوع
(0 أصوات)
الدرس السابع : توحيد الألوهية
الإله هو المعبود، ومنه سمي هذا القسم بتوحيد الألوهية وتوحيد العبادة، ومعناه الجزم - اعتقادا- بأن الله تعالى هو المعبود بحق ولا أحد غيره يستحق أن يعبد ، ثم إفراده جل وعلا - عملا- بجميع العبادات الباطنة والظاهرة.
ومن العبادات الباطنة:
1- المحبة، قال الله عز وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ) (البقرة:165)، وقال سبحانه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (آل عمران:31).
2- الخوف والرجاء، قال الله تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:175)، وقال عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ)(البقرة:218).
3- التوكل، وهو اعتمادُ القلب على الله والثقةُ به، قال عزّ وجلّ : (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة:23)، وقال سبحانه: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ) (يونس:84).
ومن العبادات الظاهرة:
1- الصلاة والركوع والسجود والطواف، قال الله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر:2)، وقال سبحانه : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77).
2- الدعاء والاستعاذة والاستعانة، قال الله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (غافر:60)، وقال صلى الله عليه وسلم :« الدعاء هو العبادة » رواه أصحاب السنن وصححه ابن حبان، وقال سبحانه: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأعراف:200)، وقال صلى الله عليه وسلم :« وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله » رواه الترمذي.
3- الذبح والنذر، قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) (الأنعام:162-163)، وقال سبحانه : (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (الحج:29).
فضل توحيد الألوهية :
1-قال النبي صلى الله عليه وسلم :« آتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت : وإن زنى وإن سرق قال : وإن زنى وإن سرق » متفق عليه.
2-وقال النبي صلى الله عليه وسلم :« يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعة وتسعون سجلًّا؛ كل سجلّ منها مدّ البصر، ثم يقال: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا، يا رب، فيقال: أفلك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا، فيقال: بلى إنّ لك عندنا حسنةٌ، وإنّه لا ظلم عليك اليوم، فيُخرج له بطاقةٌ فيها أشهد أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقةُ مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تُظلم، فتوضع السجلات في كفّة والبطاقةُ في كفّة، فطاشت السجلّات وثقلت البطاقة» رواه الترمذي وابن ماجة.
عقوبة الشرك بالله :
إن عقوبة الشرك بالله تعالى هي الخلود في جهنم، قال الله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (المائدة:72)، وقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ) (النساء:48)، وقال عز وجل عن خير عباده: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:88)، فلا ينفع مع الشرك عمل صالح، والأعمال بالخواتيم. وهذا في حق من مات على الشرك، وأما من تاب منه؛ فإن الله تعالى يقول: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (الزمر:53).
تم قراءة المقال 217 مرة