لماذا ناقشنا مواد الدستور أو حتى لا تغفل عن عقيدتك
لابد أن تتذكر ولا تنسى أنه هناك فرق شاسع بين من يقول باسم الله (الرحمن الرحيم الحكيم العليم) ومن يقول باسم الشعب (الذي لا دراية له بالنظم والقوانين والدساتير)
1-إن نقاشنا لمواد الدستور وفقراته وعباراته كان تسليما جدليا لأهله بمحاكمته لمبادئ وقواعد واضعيه، وبيانا لتناقضهم فيه، وفضحا لعقليتهم الدكتاتورية التي تتدثر بدثار ديمقراطية موهومة وسيادة شعبية مزعومة.
2-إن نقاشنا للدستور كان نصحا للأمة التي كثير منها لم يتعود على قراءة النصوص القانونية، وفهم مدلولاتها ومراميها ولا منتبها لأثرها في واقع الناس.
3-إن نقاشنا للدستور كان أيضا من منطلق التعامل مع ما هو موجود في دولتنا التي لم تكن يوما إسلامية ولا عادلة، ولا يخفى أن بعض الشر أهون من بعض، فالنقاش كان سعيا للحفاظ على مكتسبات فيه، ومحاولة لدفع انحرافات جديدة أضيفت إليه.
4-لقد ناقشنا بعض مواده مع اعتقادنا أن الدستور في بلادنا لم يكن في يوم من الأيام معبرا عن هوية المجتمع الجزائري وعقيدته وتطلعاته، ولا ناتجا عن عقد بين الشعب والسلطة شرعية، وإنما كان منذ الاستقلال إلى يومنا يعبر عن عقيدة أقلية ليس هدفها تنظيم المجتمع وقيادته ولكن هدفها دائما صناعة مجتمع وتغيير تصوراته وفرض إيديولوجياتها المستوردة عليه.
5-لقد ناقشنا مواده مع علمنا أن دساتير الجزائر ما هي إلا مشاريع حزبية للفئة الحاكمة أو الفئات المتحالفة في الحكم، وكلنا يذكر أن دستور لجزائر المسلمة كان ينص على أن الاشتراكية خيار لا رجعة فيه وكان متنكرا ومؤخرا للدين وغير معترف بالبربرية ولم يكن ذلك في الواقع إلا مذهب شرذمة قليلة فلما سقطت خلفتها شرذمة أخرى بعقيدة أخرى وايديولوجية أخرى مضادة لها متفقة معها فقط في تأخير الدين وإبقائه حبرا على ورق كما كان، وهكذا ستبقى الأمور لأن المخلوق الظلوم الجهول لن ينصف أبدا بني جنسه ما لم يكن يعتقد المساواة التي يكتسبها من العبودية لله تعالى ولا مؤمنا بالعدالة التي مصدرها إلهي لا بشري.
6-إن فلسفة الدساتير قائمة على مفاهيم مضادة لعقيدة المسلم في ربه الرحيم الحكيم العليم الذي لم يترك الناس سدى وهملا، ومنافية لعقيدته في قصة مبدأ الإنسان وسكناه الأرض حيث خلقه الله تعالى على الفطرة في أحسن تقويم، وعلمه الأسماء والبيان وكان أول البشر نبيا مهديا موحى إليه.
لذلك لا يجوز أن يفهم من محاكمة الدستور إلى مبدأ السيادة الشعبية الناتج عن فرضية العقد الاجتماعي يعتبر إقرارا له، كما هو شأن كثير من أبناء الأحزاب الإسلامية الذي لم يعرفوا النظام الإسلامي إلا من نسخه المطورة التي استحدثتها أحزابهم الاستسلامية لا الإسلامية، والتي صار كثير منها ينكر وجود نظام حكم إسلامي له خصائصه ومميزاته، التي ترفعه وتنزهه عن أن يقارن بخرافات الإنسان الأروبي في عصر ما بعد الظلام المسمى عصر التنوير وهي ظلمات بعضها فوق بعض.
فلا تغفل عن عقيدتك