الأحد 18 صفر 1443

الإنسان مدني بالفطرة والجبلة لا بعقد اجتماعي مختلق موهوم

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الإنسان مدني بالفطرة والجبلة لا بعقد اجتماعي مختلق موهوم
يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله في الوحي المحمدي ص 8 :"فالإنسان مدنّى الطبع، ومتديّن بالطبع، أو بالفطرة كما يقول الإسلام". وعبارة الإنسان مدني بالطبع قد تواطأ عليها علماء الإسلام من مختلف المذاهب والتخصصات وقد تنسب لأرسطو، وزاد عليها رشيد رضا لازمها وتابعها الضروري وهو التدين بدين يضبط قانون هذا الاجتماع.
   وممن نص على كون الإنسان مدنيا بطبعه: ابن مسكويه (ت:421هـ) في تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق (ص: 38) ناسبا ذلك للحكماء، والراغب الأصفهاني (ت:502هـ) في الذريعة الى مكارم الشريعة (ص: 265) ومفردات القرآن (ص94)، ثم ابن العربي المالكي (ت:543هـ) في كتابه نكت المحصول (ص:183) ثم الرازي (ت:606هـ) في تفسيره ، ثم ابن تيمية (728هـ) في الحسبة وبعده كثيرون لا يحصون .. ولم أجد من انتقدها سوى أن الشيخ محمود شاكر نازع في لفظ الطبع وقال إنه مدني بالضرورة كما في جمهرة المقالات (1/602) .
وهذا نص ابن تيمية في كتاب الحسبة (ص: 7) ومجموع الفتاوى (28/ 62):" وكل بني آدم لا تتم مصلحتهم لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا بالاجتماع والتعاون والتناصر، فالتعاون على جلب منافعهم، والتناصر لدفع مضارهم، ولهذا يقال: الإنسان مدني بالطبع، فإذا اجتمعوا فلا بد لهم من أمور يفعلونها يجتلبون بها المصلحة، وأمور يجتنبونها لما فيها من المفسدة، ويكونون مطيعين للآمر بتلك المقاصد، والناهي عن تلك المفاسد، فجميع بني آدم لا بد لهم من طاعة آمرٍ وناهٍ. فمن لم يكن من أهل الكتب الإلهية ولا من أهل دين، فإنهم يطيعون ملوكهم فيما يرون أنه يعود بمصالح دنياهم، مصيبين تارة ومخطئين أخرى".

تم قراءة المقال 530 مرة