الأحد 1 ذو القعدة 1441

الفتور ومظاهره وعلاجه

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)


   إن من الأمراض النفسية التي تصيب أفراد الأمة فتؤثر في سلوكهم ونشاطهم، وفي إتقانهم لأعمالهم، وفي تقواهم لله عز وجل وطاعتهم له: مرض الفتور والكسل والملل، "الفتور" الذي يعني انكسار الهمة وضعف القوة أو الانقطاع عن العمل. والذي يعني التراخي في أداء الواجبات والتباطؤ في القيام بالمهمات بعد الجد والنشاط والحيوية.
   وإن مما يبين خطورة هذا الداء وضرورة التعرض لعلاجه أنه لا يختص بفئة من الناس دون غيرهم، فهو يصيب الموظفين وأصحاب الصنائع والمعلمين والمتعلمين والدعاة وكثيرا من العباد، ويصيب الرجال والنساء والكبار والصغار، ويصيب العلماء والجهال والأغنياء والفقراء، ولا يكاد يسلم منه أحد إلا من شاء الله تعالى. ولخطورة هذا المرض كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتعوذ منه ويقول:« اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من البخل» (متفق عليه).
   وأثر الإصابة بالفتور درجات، إذ من الناس من يؤدي به الفتور إلى الانقطاع الكلي فيترك العابد عبادته والتلميذ دراسته والعامل عمله، ومنهم من لا يقطعه لكن ينقص من إتقانه وإحسانه وأدائه ومردوديته، فالعابد ربما يترك النوافل ويقتصر على الفرائض، وقد يقصر حتى في الفرائض، والطالب بدل أن يدرس عشر ساعات في اليوم يكتفي بخمس أو أقل من ذلك، والعامل يتأخر عن عمله أو يؤدي عمله وهو كاره دون اتقان.
   وأسوأ أثر لهذا الداء أنه يؤدي بكثير من الناس إلى الانحراف، حيث تكون مرحلة "الفتور" متوسطة بين حالة الاستقامة وبين الانحراف عن الصراط المستقيم.
   وإن الله تعالى يحب من عباده الدوام على الطاعات ولو كانت قليلة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» متفق عليه، وكان صلى الله عليه وسلم عمله ديمه كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
   لنبذ الفتور والكسل؛ أمرنا ربنا عز وجل بالمسارعة إلى الخيرات، فقال: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133) وعاتب المؤمنين لتثاقلهم في الاستجابة لأمر الله تعالى فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ) (التوبة:38).
   وأثنى على أنبيائه عليهم السلام بأنهم ( كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) (الأنبياء:90)، وأثنى على ملائكته الكرام بأنهم (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) وأنهم (يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ)، ووبخ المنافقين وجعل التثاقل والكسل من خصالهم فقال : (وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ) (التوبة: 54)
    وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يحب الانقطاع عن الأعمال ولو كانت من النوافل، فقال لابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فتركه».
   وذكر له رجال ينصبون في العبادة من أصحابه نصبا شديدا فقال :« لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك» رواه أحمد وابن حبان واللفظ له. ومعناه كما قال ابن القيم : تخلل الفترات للسالكين أمر لا بد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم؛ رجي له أن يعود خيرا مما كان».
   وقال علي رضي الله عنه:" إن النفس لها إقبال وإدبار فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات".
من أعراض الإصابة بداء الفتور
1-تضييع المرء للوقت وعدم الإفادة منه، وإمضاؤه فيما لا يعود إليه بالنفع، من لهو ولعب وسهر ومتابعة برامج تافهة ونحو ذلك، وتمر على الواحد من الفاترين الأيام والأسابيع فلا يكاد يكون قد أنجز فيها شيئا يذكر أو شيئا ذا بال يصلح به ديناه أو يلقى به ربه.
2-الشعور بعدم الاستعداد للالتزام بشيء، والتهرب من كل عمل جدي؛ وتكلف اصطناع المعاذير للتلخلص من الواجبات؛ خوفا من أن يعود إلى حياته الأولى التي يعرف معاناتها ومستلزماتها.
3-الفوضوية في العمل، والارتجال فيها، فلا الهدف محدد، ولا الخطوات مرسومة، وربما يبدأ في عمل ثم يتركه قبل تمامه ليشرع في غيره، ويسير في طريق ثم يتحول عنه، فيضيع الوقت بلا جدوى.
4-خداع النفس بإشغالها بما لا قيمة له وبتوافه لا أثر لها، ثم يحاول أن يقنع نفسه بجدواها .
5-النقد الهدام لكل عمل إيجابي؛ تنصلا من الاسهام فيه، وتضخيم أخطاء الناس وسلبيات الأعمال؛ سترا لعجزه وحجبا لفتوره وخوره.
6-التسويف وكثرة الأماني؛ فالمصاب بالفتور يبني مشاريع من سراب، ويقيم أعمالا من خيال، وفي الواقع عمل اليوم يؤخره أياما، وما يمكن أن ينجز في أسبوع يمكث فيه أشهرا.
7-التكاسل عن العبادات والطاعات وخاصة الصلاة، وذلك بإخراجها عن وقتها أو جمع الصلوات جميعا في الليل والتهاون بالنوافل، ويتبع ذلك الغفلة عن ذكر الله تعالى وعن تلاوة القرآن.
8-الشعور بقسوة القلب وعدم التأثر بالقرآن والمواعظ، وذلك بسبب تراكم الذنوب والمعاصي، وربما تصل درجة هذه القسوة إلى أن لا يتأثر صاحبها ببلاء ولا بموت ميت ولا بدخول المقابر، وربما تراه يضحك ويلهو فيها أو يبيع ويشتري.
9-إلف الوقوع في المعاصي والذنوب والإصرار على بعضها واحتقارها، وربما المجاهرة بها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" كل أمتي معافى إلا المجاهرين"، هذا فضلا عن الاستهانة بالمكروهات والحوم حول المتشابهات.
10-عدم استشعار المسؤوليات الملقاة على عاتقه، والتساهل والتهاون بالأمانات التي حمله الله إياها.
11-استوحاش الأصحاب الصالحين، والفرار من ملاقاتهم والتضايق من مجالستهم، لأن مجرد رؤيتهم يجعله يشعر بتقصيره ودنو همته، وهو لا يريد أن يرى حاله ولا أن يحس بدائه ليعالجه، فتراه يميل على العزلة أحيانا ويستبدل الأخيار بالأشرار أحيانا أخرى، فيقع في المحذور ويسهل عليه الانحراف.
12-الاهتمام بالدنيا وزخرفها والانشغال بها عن العبادة، فترى المصاب بالفتور يحصر اهتمامه في حطامها مأكلا ومشربا وملبسا ومركبا، ويتجاوز حد المباح حتى يلج في باب الإسراف.
13-انطفاء جذوة الغيرة وعدم الغضب لمحارم الله إذا انتهكت، فتجده يرى المنكرات فلا تحرك فيه ساكنا، ويسمع عن الموبقات وكأن شيئا لم يكن، وإن كان فيه بقية خير يكتفي بالحوقلة والاسترجاع.
14-كثرة الكلام دون عمل يفيد الأمة وينفع الأجيال، فتجده يتغنى بذكر أمجاد السابقين، فيشغل بها نفسه وغيره عن العمل المثمر، أو يكثر من الدعاوى التي لا أساس لها في الواقع والله جل وعلا يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) (الصف:2-3).
15-مما يدخل في كثرة الكلام الإكثار من الجدل والمراء، وقد قال صلى الله عليه وسلم:« ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل» (رواه ابن ماجة والترمذي وصححه).
علاج الفتور
1-تجديد الإخلاص واستصحابه: إذ به يتحدد الهدف الأسمى وغاية غايات من كل عمل أخروي أو دنيوي؛ وهو إرادة وجه الله تعالى ورضاه وثوابه، قال سبحانه: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) (البينة:5) والإخلاص أحد ركني قبول الطاعات؛ فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا صوابا، وفي الحديث القدسي:" أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري؛ تركته وشركه"، فتجدد الإخلاص أهم أمر يدفع المسلم إلى الجد والاجتهاد ويحمله على الصبر والمصابرة، ويحميه من الملل والسآمة والفتور؛ وإذا غفل المرء عن تجديده دب الرياء إلى قلبه وسكن إلى إرادة حطام الدنيا؛ فيوكل حينها إلى نفسه ويسلب التوفيق والإعانة ثم سرعان ما تخبو حماسته، وتضعف عزيمته، ويخلد للكسل وينقطع عن العمل. ومن حافظ على الإخلاص وراقب الله في قوله وفعله وعمله وكسبه كان الله معه وجعل له في قلبه نورا ورزقه هدى وفرقانا، (إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً) (الأنفال:29) (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت: 69).
2-الحرص على طلب العلم والمواظبة على سماع الدروس وحضور حلق الذكر، لأن العلم نور يرفع صاحبه إلى الدرجات العلى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة:11) والمواظبة على الدروس والمحاضرات العلمية تزيد القلب بصيرة وهدى، تبصره بحقائق الأمور وتهديه إلى النهج السوي الموصل إلى الرب العلي وتحميه من الجهل الموجب للانحراف، وحلق الذكر والوعظ تقوى الإيمان وتملأ القلب حماسا تبث فيه نشاطا وحيوية؛ وتمحو ما يصيب المرء من درن وما يلحقه من ضعف وفتور، وتجديد الإيمان والنشاط في الخير أمران متلازمان، ولا يظنن أحدنا أنه في منزلة يستغني فيها عن الذكرى والموعظة فإن ربنا يقول (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات:55) فجعلها نافعة للمؤمنين ، بل إن نبينا الكريم كان محتاجا للثبيت والتسلية كما قال سبحانه (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (هود: 120).
3-والنقطة الأخيرة تسوقنا إلى طريق آخر من طرق العلاج وهو تعاهد الإيمان وتجديده ومحاسبة النفس بين الحين والآخر، وقد جاء في الحديث:« إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ». وفي هذا سلامه من الغرور ومن حسن الظن بالنفس الذي هو أوسع أبواب الهلاك، وربنا يخاطب المؤمنين بالتوبة (وتوبوا إلى جميعا أيها المؤمنون) ويأمرهم بالإيمان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، ويقول في حق المتقين : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) (الأعراف:201).
  ومن معاني هذا التعاهد والتجديد الحرص على الأعمال التي تزيد الإيمان من نوافل الصلاة والصيام، وصلة الأرحام والبر بالوالدين، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام، وتلاوة القرآن ونحو ذلك.
4-مما يزيد الإيمان ويقوي القلب ويعالج الفتور الإكثار من ذكر الله تعالى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) (الأحزاب:41)، (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28). يقول ابن القيم: « إن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطق فعله بدونه، وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في مشيته وكلامه وإقدامه وكتابته أمرا عجيبا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمرا عظيما» .
5-يعالج الفتور بالاعتدال في الأمور لأن من أسبابه الغلو في الدين والتنطع في الأعمال، وقد قال صلى الله عليه وسلم :« هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون» (مسلم) وقال :« إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه» (البخاري) وذكر للنبي صلى الله عليه وسلم صفة عبادة امرأة فقال :"عليكم بما تطيقون؛ فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه» متفق عليه، إن الاعتدال هو منهج الإسلام في الحياة الموافقة للفطرة التي فطر عليها الإنسان، وفي الالتزام به ضمان للثبات والتغلب على الفتور وإعانة على تجاوز المحن والابتلاءات.
6-ويعالج بالاقتداء بالصالحين، وإن للقدوة الصالحة تأثير عجيب في استنهاض الهمم ورفع العزائم، فقد لا تتأثر النفوس بالمواعظ مثلما تتأثر بقصص الصالحين ومواقفهم، الصالحين من الأنبياء والصحابة والعلماء والمجاهدين أهل الهمم العالية والانجازات العظيمة والمواقف الخالدة، وإذا كان من حكمة تنزيل قصص القرآن تثبيت قلب نبينا صلى الله عليه وسلم فنحن مع شدة ضعفنا أحوج إلى التذكير به وبغيره مما ورد في سير أعلام الأمة الأمجاد.
7-إن من طبع النفس الملالة وأنها تكره الرتابة، وتحب التجديد والتنويع، لذلك كان من طرق علاجها تنويع الأعمال والعبادات مراعاة لما جبلت عليه، بل إن نبينا صلى الله عليه وسلم راعى ذلك حتى في الموعظة فكان يجعلها متقطعة "مخافة السآمة على أصحابه"، إن مما هو مجرب أن إنسان الذي يصيبه الملل من عمل بعد أن داوم عليه، إذا انتقل إلى غيره يتجدد نشاطه، وتقوى عزيمته، ويجد فيه لذة ومتعة، ولو استمر في العمل الأول لأمكن منه الفتور. 
6-إن من أسباب الفتور طول الأمل وداء التسويف المفسد للقلب والمؤخر للعمل، ولا علاج لذلك إلا بذكر الموت واليوم الآخر والخوف من سوء الخاتمة، وقد قال صلى الله عليه وسلم:« أكثروا ذكر هاذم اللذات» يعني الموت. وقال: « كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكر الآخرة ».
وقال بعض الصالحين:«من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة».
7-من طرق العلاج لزوم الجماعة الحذر من مفارقتها، أي الجماعة الصالحة التي تعين وتذكر بقولها وفعلها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :« إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» أي التي تبتعد عن الجماعة، قال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر :« عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة» (الترمذي).
10-مما يعالج به فتور الهمم والكسل عن أداء الواجبات والتراجع عن العبادات: الدعاء والاستعانة، وإن الدعاء هو العبادة، وهو صلة بين العبد وربه، يظهر فيه العبد ضعفه وحاجته لربه خالقه ورازقه وموفقه ومسدده، وقد وعد سبحانه بالإجابة: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر:60). وقال سبحانه: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل:62). ولا شك أن المبتلى في همته وإيمانه أعظم اضطرارا من المصاب في بدنه ودنياه ، وأولى أن يجاب دعاؤه. ومن الدعاء الذين ينبغي أن نداوم عليه وقت الصحة والبلاء وفي الصباح والمساء :« يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفس طرفة عين أبدا » فنسأله العون وإصلاح الشان والنصرة على النفس والشيطان، دعاء حسن ظن ويقين بأن الله تعالى خير معين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تم قراءة المقال 1472 مرة